مقالات

شارلي ابدو حلقة في سلسلة استهداف الاسلام

بسم الله الرحمان الرحيم
شارلي ابدو حلقة في سلسلة استهداف الاسلام
الحرب بين الحق و الباطل قديمة قدم الانسانية على الارض ، و المواجهة لا تهدأ ، والضحايا كثر ، هي سنة الله في الكون و لا تجد لسنة الله تبديلا .
و الحرب بينهما سجال ، ينتصر الحق و اهله الذين ياخدون باسباب النصر ، و ينهزمون حين يتكاسلون ،ولله حكم باهرة في نتائج هذا النزال المستمر ، فلو انتصر اهل الحق بالضربة القاضية على الباطل لاصيب اهل الحق بالغرور و لو استاصل اهل الباطل اهل الحق لفسدت الارض ، كتب الله ان ينصر الحق و اهله ليشكروه ، و كتب عليهم الهزيمة ليتوبو اليه ، و هذا فيه صلاح لقلوب كثير من الخلق ، و بيان سوء فساد نية آخرين .
فالكفر والباطل جنود من جند الله يسلطهم الجبار على اهل الحق حينما يركنون الى الدعة والسكون ، و ينشغلون بشهواتهم ، وينسون ربهم ، فيشاء ربك ان يسلط اهل الكفر و الباطل على اهل الايمان و الحق ، ليذكرهم بطبيعة الصراع الخالد الابدي ، و صدق الله تعالى {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}’ وقوله : ‘وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً ‘.
اهل الباطل اجمعو امرهم و وحدوا صفوفهم و اعلنوا عن اهدافهم بوضوح كما لم يعلنوها من قبل فقالو ‘ لا امان للبشرية و لا سلام بوجود كتاب يسمى القران ‘ او بعبارة اخرى لا سلام بوجود الاسلام …
قالوا هو كتاب يتميز بخمسة امور لا يقبلونها :
ا1} فيه امور ثابتة : ( العقائد و العبادات و الاخلاق و الحدود و المبادئ و الغايات ) ، و نحن كما يقولون ، ليس هناك شيء مقدس و لا ثابت ، الثابت الوحيد عندنا هو عدم وجود الثابت و المقدس.
2} ظَلَم الاسلام المرأة كثيرا و حرمها من كثير من حقوقها ..
3} القرآن يتضمن آيات تظفي على المسلمين صفة التميز ، ( قوله تعالى { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ } ).
4} القرآن يحوي آيات تكتسي الصبغة القدحية للآخرين ، ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ).
5} الاسلام يدعوا اتباعه للجهاد و للقتال .
فهو إذن دين إرهاب ، و اتباعه إرهابيون ، و ليس في القنافذ املس كما يزعمون !.
مقدمتي هته ، هو تبيان لما ساستعرضه الآن من احداث محيرة وقعت في بحر هذا الشهر الماضي و التي ساسردها حسب فهمي المتواضع راجيا من الله الاخلاص و الثبات في القول و العمل ، متمنيا ردودكم المميزة حول موقفي ، علنا نصيب سهام الحق جميعا و الله المعين ؛
في هذا الاسبوع قام وكيل الصهاينة و الصليبيين و الصفويين زعيم الانقلاب في مصر بعدة تحركات :
1} في ذكرى ميلاد الحبيب عليه السلام الرحمة المهداة ، توجه السيسي الى الازهر بجوقته ليعزف عليهم سيفونية ا لكراهية ، مقطب الجبين ، متوعدا إياهم بالحساب العسير يوم القيامة إن لم يقوموا بثورة دينية تصحيحية ، لهذه النصوص التي قدسها المسلمون عبر قرون تدعوا إلى الإرهاب ، و إلغاء الآخر ، فكيف يقبل الازهر دينا يحرض اتباعه علي قتل 7 ملايير من البشر ليعيش مليار و ست مئة مليون من المسلمين ؟ كما يزعم هذا الافاك الاشر !
و الذي يسمع هذا الكلام ، يعتقد ان المسلمين هم من اشعل الحربين العالميتين الاولى و الثانية ، التي اودت بحياة 72 مليون من البشر و ليس الصليبيين، و هم من قتل 23 مليون مسلم في جمهورية الاتحاد السفيوتي البائد و ليس ستالين ، و هم من دمر افغانستان و العراق و ليس الامريكان ، و هم من احتل فلسطين و ليس الصهاينة ، و هم من ابادوا السكان الاصليين للامريكيتين ( الهنود الحمر ) و ليس الاوربيين، و هم ….
و الغريب ان احدا من علماء الازهر لم يرد عليه ، بل قابلوا تصريحاته بالتصفيق ! و شرعوا مباشرة يشكلون لجنا لإحداث هذه التغييرات الثورية !
لكن إعلام الانقلاب ، و رغم حفاوة الازهر بهذا الكلام ، لم يرد التحية باحسن منها و لا حتى بمثلها ، بل يكيل الشتائم و النقائص للازهر الذي وقف مع الإنقلاب ، و تآمر على الشرعية ، فاعلن احد دهاقنة إعلام الانقلاب * ان الازهر ليس مقدسا ، و لا حاجة لنا به ، و لا بلجانه و لا بوجوده اصلا ، و اقترح ان يشكل مجمعا دينيا آخر يضم كل المصريين لينظروا في كيفية تصحيح صورة الاسلام و المسلمين المشوهة عند الصهاينة و الصلبيين .
2} التحرك الثاني كان اكثر دلالة ، و كان هذه المرة في اتجاه الكنيسة الاورثودكسية بقيادة حاكم مصر الفعلي الذي لا يرد له امر ( تواضروس ) ، و هناك انطلقت اسارير وجهه و علت ابتسامة عريضة على محياه ، و قوبل بالتصفيق من قبل نصارى الاقباط ، فانطلق يكيل المديح للنصارى و للكنيسة ،علي ما قدمته الكنيسة للانسانية من حضارة قبل الفي سنة ….
و المعلوم ان النصرانية ظلت عبر قرون تعيش ظلمات الجهل و الارهاب و الفتك بالمعارضين و العلماء إلى زمن قريب لولا بزوغ انوار الاسلام على ربوع دياره إبان عصر الظلمات .
3} التحرك الثالث كان في الاتجاه المعاكس ، ذلك انه استدعى بالاسم مجموعة من الفنانين ليشكلوا لجنة تسهر على تصحيح صورة الاسلام عن طريق الفن ، و كان من المدعوين للقيام بهذا العمل الجليل ــ إلهام شاهين ، ليلى علوي ، خالد يوسف … ــ و للعلم هؤلاء كانوا ضمن لجنة الخمسين التي كتبت دستور مصر الانقلاب !!
4} حملة السيسي العسكرية على سكان مدينة رفح في سيناء التي تجاوز فيها حدود التعامل الادمي مع من يفترض فيهم انهم مصريين ، فقتل و لا زال ، و شرد و لا زال ، و توعد و لا زال ، لا يبالي بمستقبل المهجرين في نكبتهم الثانية ، و فجأة تم العثور على صخرة تحمل شعار الصهيونية ، مكتوب عليها بالعبرية : سنعود .. و هنا خرست الالسن ، و توقف الجنود ، و جاءت اوامر السيسي بحراسة الصخرة اليهودية المقدسة .
اهل سيناء ، نساؤهم و رجالهم و اطفالهم و ممتلكاتهم يحرقون ، و الصخرة الصهيونية يجند لها الجيش لحمايتها . صخرة اليهود اقدس من السيسي و من كل المسلمين !!
5} زيارة رئيس المؤتمر اليهودي لمصر ، و لقائه بالسيسي حيث بارك جهود رمز الانقلاب في محاربة الاسلام ، و خدمة اسرائيل ، و احترام رغبتها التي جسدتها الصخرة .
6} زيارة كيري لمصر و الذي نوه ببعد نظر السيسي في التعامل مع الاسلام حيث ظل يصر على ادماج كل المسلمين في لائحة الارهاب . للتخلص من الاسلام و المسلمين بشن الحرب الشاملة ، و التي تسمى في ديننا بالملحمة الكبرى التي يهيئ لها السيسي و اذنابه …
7} زيارة العبادي ايضا للقاهرة و لقائه بزعيم الانقلاب ، رشح فيه بعد الاجتماع انه انْصَبَّ على كيفية حل قضية سوريا ، و قد اتفق الزعيمان على حمل فرقاء الازمة السورية على الحوار بين النظام و بين السوريين الرافضين للعنف ( اي الشعب السوري الثائر في وجه اكبر مجرم و لغ في دماء ابناء شعبه ).
8} تصريح احد المسؤولين في فرنسا بعد حادثة شارلي ابدو ان رؤية السيسي في كيفية التعامل (مع الارهاب) رؤية ثاقبة ، اي اعتبار كل المسلمين في اوروبا ارهابيين ، و عليه بدأت حملة شعواء في اوروبا ، و خاصة فرنسا لاستفزاز المسلمين ، بإعادة نشر الرسوم المسيئة للحبيب عليه السلام عبر الجرائد و الاعلام المقروء و المكتوب و المرئي ، مصحوبة بحملة كراهية غريبة الاطوار افرزت في هذه الايام تعامل همجي لرجال الامن مع المسلمين .
9} الإغلاق المفاجئ لرفح لاجل غير مسمى بعد اختطاف جندي مصري بعد ان تقرر فتحه في اليومين الماضيين .
10} قرار الصهيوني المفاجئ بمنع اهالي الاسرى بزيارتهم .
هذا الذي يحدث في ديار المسلمين من عمليات إبادة يشارك فيها ثالوث العصر(الصليبي الصهيوني الصفوي) ، و ما يقع من تشويه و تنفير من الاسلام و اهله في الغرب ، عملية مقصودة و يخطط لها ، و هو جر الحلف الدولي الاوسع لتوسيع حربه على الاسلام في ابعاده الثلاثة :
ـ الانسان : قتله ، تشريده ، تجويعه لاذلاله حتى يركع و يخنع و يخضع و يتخلى عن دينه .
ـ الارض : باستعمارها ، و نهب خيراتها ، و استخرابها .
ـ العقيدة : محاربة هويتها و دينها بشتى الوسائل .
و صدق الله العضيم : ‘ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا’.
نعم ظلوا دهورا يكذبون ، ان حربهم ليست دينية ، و ليست ضد الاسلام ، و ليست ضد المسلمين ، و حاولوا اقناعنا بذلك ، لكن الله تعالى يكشفهم على حقيقتهم : ‘قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ’.
العمل اذن احبابنا ـ و الله المستعان ـ هو : الوعي بطبيعة المرحلة ، و انشاء اعلام مقاوم و رباني ، و تدعيم الموجود ، ثم تكتل العلماء الربانيين في جبهة واحدة ، و اعادة الريادة لدور المساجد ، و تدعيم المقاومة في فلسطين ، و حشد كل طاقات الامة المادية و المعنوية في افق تحرر الشعوب من الانظمة المستبدة .
و السلام عليكم
مع تحيات عبد الله نهاري لكل شباب الامة ، و في كل يوم انتم الى الله اقرب .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق